الأربعاء، 25 يونيو 2008

منتهى الامال وغاية العارفين ( الهي هب لى كمال الانقطاع اليك )

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على الصادق الامين السراج المنير سر الاسرار ومنبع الانوار محمد بن عبد الله وآله الطاهرين لا سيما امير المؤمنين على بن ابى طالب وبضعته الشريفه ام ابيها فاطمة الزهراء وسبطي هذه الامة الحسن والحسين والتسعه من ابناء الحسين

يقول مولانا امير المؤمنين على بن ابى طالب فى مناجاته المعروفة بالمناجاة الشعبانية

( الهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك.
الهي واجعلني ممن ناديته فاجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرا وعمل لك جهرا )

ويقف العقل القاصر متحيرا امام كلمات امير المؤمنين وماذا يقصد ( بكمال الانقطاع ) يقول الشيخ الفاضل حبيب الكاظمي فى تفسيره لكلمات الامام سلام الله عليه

( يقال في اللغة : فلان انقطع إلى فلان ، أي استغنى به عن غيره في أخذ ما يحتاج أو يريد.. إن الإنسان في علاقته مع ربه إذا وصل لهذه الدرجة ، بحيث لا يرى مؤثراً في الوجود غير الله تعالى ، فيراه هو الرازق ، وهو الذي تصير إليه الأمور ، وهو الذي بيده خزائن كل شيء ، وهو الذي يحي ويميت ، وهو الذي بيده الخير ، وهو الذي على كل شيء قدير ؛ فإنه هل يحتاج أن يراجع الآخرين ، وهو يعلم يقيناً أن الكل مفتقرون إلى رحمته تعالى ؟!..

إلا أن الانقطاع له درجات ، فقد ينقطع الإنسان إلى الله عزوجل في ساعات الإقبال ، أو في جوف الليل ، أو في أثناء سفرة لحج أو عمرة ؛ فإن هذا ليس هو الانقطاع الكامل.. إن الانقطاع الكامل هو أن ينقطع الإنسان عن كل فرد في الوجود ، في كل زمان ، وفي كل مكان ، وفي كل حال.. فإذا انطبقت هذه العمومات الأربع : عموم أفرادي ، ومكاني ، وزماني ، وأحوالي ؛ على حياة الإنسان ، فقد حقق كمال الانقطاع المقصود ) انتهى كلام سماحته

ان المتحققين بكمال الانقطاع لله سبحانه وتعالي هؤلاء العظام الكمل مت اولياء الله

يقول الامام علي عليه السلام ( لقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورّمت قدماه واصفرّ وجهه يقوم الليل أجمع ) ان الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله كان كامل الانقطاع لله سبحانه وتعالى
وكذلك اهل بيته الاطهار ان فلسفة الحياة الانسانية هى البحث عن الكمال والسعي اليه فالانسان الذى يجعل همه الدنيا والمال سيظل يتطلع الى الاكثر والاكثر ولو لديه اموال العالم وقالو له هل تريد المزيد سيقول نعم لانه مفطور على البحث عن الكمال ولكن هذا الكمال الدنيوي الذى يبحث عنه هو وهم زائل ان لذلك كان على اولياء الله وانبياؤه العظام توجيه البشر الى مقصدهم الحقيقى ومطلبهم من الكمال الحقيقى ال وهو الوصول الى المحبوب والكمال المطلق سبحانه وتعالى

ان كلمات امير المؤمنين عليه السلام ( الهي هب لى كمال الانقطاع اليك ) تشير الى هذا المفهوم ويعززها قوله ( وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك.الهي واجعلني ممن ناديته فاجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرا وعمل لك جهرا )

يقول العارف الكامل السيد روح الله الموسوي الخميني رضى الله عنه

( وما هي أبصار القلوب هذه التي يطلب من الله إنارتها؟! "وأنر أبصار قلوبنا " كيف يريد بالبصر النظر إلى الحق تعالى؟! ما هو هذا القلب وما هو بصره بحيث يكون بهذا البصر القلبي نظرة إلى الله تعالى ثم "أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك " الإمام يطلب من الله كل ذلك من أجل غاية هي "حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور" وعندما تخرق هذه الحجب: "تصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك " وماذا بعد ذلك؟! إنه "إلهي اجعلني ممن ناديته فصعق لجلالك" ما هو صعق الجلال هذا؟! أليس هو ما يذكره القرآن الكريم في شأن موسى (عليه السلام)؟! فهل هو غير الفناء الذي يقوله العرفاء؟
"فصعق لجلالك" مرتبة يرتفع إليه مرتبةً مرتبةً، أبصار القلوب تخرق جميع الحجب، "فتصل إلى معدن العظمة" ما هو معدن العظمة الذي تصل إليه؟! وما هو هذا الوصول؟! أليس هو نفسه الوصول الذي يقوله أولئك "ومعدن العظمة" هل هو غير الحق تعالى؟! هل يمكن لغيره تعالى أن يكون معدن العظمة الذي يجب أن تصدر منه كافة أشكال العظمة؟! وعندما تصل إلى هذا المعدن "تصير أرواحنا معلقة بعز قدسك" وهذا المعنى هو نفس ما يقوله أولئك - العرفاء.) انتهى كلامة قدس سره

وعلينا التفكر اكثر واكثر للوصول لهذه الحقائق والمراتب العظيمة ونجرج من سجن الظلمات النفسانية والقبور الشيطانية لنرى الانوار الالهية

حتى نصل كما يختم امير المؤمنين مناجاته

(إلهي وألحقني بنور عزك الأبهج ، فأكون لك عارفا ، وعن سواك منحرفا ، ومنك خائفاً مراقبا..)
يقول الشيخ حبيب الكاظمي

إن الإنسان إذا التحق بهذا النور الإلهي ، فإنه سيترتب على ذلك آثاراً في حياته :

الأول : أن هذا النور ينير له الطريق ، فيصل إلى معرفة الله عزوجل.

والثاني : تحصل لديه حالة زهد قهرية عن كل ما سوى الله عزوجل ، فلا يتعلق قلبه بشيء أبداً.

والثالث : تنشأ عنده حالة الخوف والمراقبة لكل أموره - صغيرها وكبيرها- ، بحيث ينزجر تلقائياً عن كل ما يغضب الله عزوجل.. لأنه وصل إلى درجة يرى فيها ذلك البطش الإلهي ، الذي يكفيه عن كل واعظ.. أضف إلى أن رؤيته لذلك الجمال والجلال والرحمة الإلهية ، تدفعه إلى أن يكون راجياً لله عزوجل في كل أحواله ) انتهى


--------------------------
-------------------------------




المناجاة الشعبانية لامير المؤمنين



بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم صل على محمد وال محمد واسمع دعائي اذا دعوتك واسمع ندائي اذا ناديتك واقبل علي اذا ناجيتك فقد هربت اليك ووقفت بين يديك مستكينا لك متضرعا اليك راجيا لما لديك ثوابي وتعلم ما في نفسي وتخبر حاجتي وتعرف ضميري ولا يخفى عليك امر منقلبي ومثواي وما اريد ان ابدي به من منطقي واتفوه به من طلبتي وارجوه لعاقبتي وقد جرت مقاديرك علي يا سيدي فيما يكون مني الى اخر عمري من سريرتي وعلانيتي وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي ونفعي وضري.
الهي ان حرمتني فمن ذا الذي يرزقني وان خذلتني فمن ذا الذي ينصرني.
الهي اعوذ بك من غضبك وحلول سخطك.
الهي ان كنت غير مستاهل لرحمتك فانت اهل ان تجود علي بفضل سعتك.
الهي كأني بنفسي واقفه بين يديك وقد اظلها حسن توكلي عليك فقلت ما انت اهله وتغمدتني بعفوك.
الهي ان عفوت فمن اولى منك بذلك وان كان قد دنا اجلي ولم يدنني منك عملي فقد جعلت الاقرار بالذنب اليك وسيلتي.
الهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل ان لم تغفر لها.
الهي لم يزل برك علي ايام حيوتي فلا تقطع برك عني في مماتي.
الهي كيف ايس من حسن نظرك لي بعد مماتي وانت لم تولني الا الجميل في حيوتي.
الهي تول من امري ما انت اهله وعد علي بفضلك على مذنب قد غمره جهله.
الهي قد سترت علي ذنوبا في الدنيا وانا احوج الى سترها علي منك في الاخرى اذ لم تظهرها لاحد من عبادك الصالحين فلا تفضحني يوم القيامه على رؤوس الاشهاد.
الهي جودك بسط املي وعفوك افضل من عملي.
الهي فسرني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك.
الهي اعتذاري اليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره فاقبل عذري يا اكرم من اعتذر اليه المسيئون.
الهي لا ترد حاجتي ولا تخيب طمعي ولا تقطع منك رجائي واملي.
الهي لو اردت هواني لم تهدني ولو اردت فضيحتي لم تعافني.
الهي ما اظنك تردني في حاجه قد افنيت عمري في طلبها منك.
الهي فلك الحمد ابدا ابدا دائما سرمدا يزيد ولا يبيد كما تحب وترضى.
الهي ان اخذتني بجرمي اخذتك بعفوك وان اخذتني بذنوبي اخذتك بمغفرتك وان ادخلتني النار اعلمت اهلها اني احبك.
الهي ان كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك املي.
الهي كيف انقلب من عندك بالخيبه محروما وقد كان حسن ظني بجودك ان تقلبني بالنجاة مرحوما.
الهي وقد افنيت عمري في شره السهو عنك وابليت شبابي في سكرة التباعد منك.
الهي فلم استيقظ ايام اغتراري بك وركوني الى سبيل سخطك.
الهي وانا عبدك وابن عبدك قائم بين يديك متوسل بكرمك اليك.
الهي انا عبد اتنصل اليك مما كنت اواجهك به من قلة استحيائي من نظرك واطلب العفو منك اذ العفو نعت لكرمك.
الهي لم يكن لي حول فانتقل به عن معصيتك الا في وقت ايقظتني لمحبتك وكما اردت ان اكون كنت فشكرتك بادخالي في كرمك ولتطهير قلبي من اوساخ الغفلة عنك.
الهي انظر الى نظر من ناديته فاجابك واستعملته بمعونتك فاطاعك يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه.
الهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ولسانا يرفع اليك صدقه ونظرا يقربه منك حقه.
الهي ان من تعرف بك غير مجهول ومن لاذ بك غير مخذول ومن اقبلت عليه غير مملوك.
الهي ان من انتهج بك لمستنير وان من اعتصم بك لمستجير وقد لذت بك يا الهي فلا تخيب ظني من رحمتك ولا تحجبني عن رافتك.
الهي اقمني في اهل ولايتك مقام من رجا الزيادة من محبتك.
الهي والهمني ولها بذكرك الى ذكرك وهمتي في روح نجاح اسمائك ومحل قدسك.
الهي بك عليك الا الحقتني بمحل اهل طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك فاني لا اقدر لنفسي دفعا ولا املك لها نفعا.
الهي انا عبدك الضعيف المذنب ومملوكك المنيب فلا تجعلني ممن صرفت عنه وجهك وحجبه سهوه عن عفوك.
الهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك.
الهي واجعلني ممن ناديته فاجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرا وعمل لك جهرا.
الهي لم اسلط على حسن ظني قنوط الاياس ولا انقطع رجائي من جميل كرمك.
الهي ان كانت الخطايا قد اسقطتني لديك فاصفح عني بحسن توكلي عليك.
الهي ان حطتني الذنوب من مكارم لطفك فقد نبهتني اليقين الى كرم عطفك.
الهي ان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبهني المعرفة بكرم الائك.
الهي ان دعاني الى النار عظيم عقابك فقد دعاني الى الجنة جزيل ثوابك.
الهي فلك اسئل واليك ابتهل وارغب واسئلك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعلني ممن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك ولا يغفل عن شكرك ولا يستخف بامرك.
الهي والحقني بنور عزك الابهج فاكون لك عارفا وعن سواك منحرفا ومنك خائفا مراقبا ياذ الجلال والاكرام وصلى الله على محمد رسوله واله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.



الثلاثاء، 24 يونيو 2008

معرفة الله سبحانه وتعالي وتوحيده جل شأنه فى كلمات يعسوب الدين(ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد السراج المنير وآله الطاهرين

ربما اغفل المسلمين بل واغفلت البشرية فى خضم الصراعات الدنيوية والفكرية التى لا غاية لها الا رفض الاخر والتمسك باوهام وظنون وتناست ونسيت الهدف من مبعث الانبياء العظام عليهم جميعا السلام وراح التشتت يأخذهم والتفرق يعصف بهم حتى اصبح كل حزب بما لديهم فرحون وعن الله سبحانه وتعالى غافلون

لقد اسس الامام علي عليه السلام ثورة فكرية وعقائدة و لو قدر للامة المسلمة بجميع فرقها أن تنهل من المنهل العذب الرقراق الذي فجره‏علي (ع) في دنيا الفكر الاسلامي، لاجتمعت الكلمة و توحد الصف و الهدف، و ما شهدت دنيا المسلمين أي لون من ألوان الشطحات و الانحرافات المضلة التي جنح إليها رهط من أتباع المدارس الفكرية عند المسلمين

وسأستعرض بعض كلمات امير المؤمنين فى توحيد الحق سحانه

يقول عليه السلام

( الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، و لا يحصي نعماءه العادون، و لا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم، و لا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد محدود، و لا نعت موجود، و لا وقت معدود، و لا أجل ممدود، فطر الخلائق بقدرته و نشر
الرياح برحمته، و وتد بالصخور ميدان أرضه
أول الدين معرفته، و كمال معرفته التصديق به، و كمال التصديق به توحيده، و كمال توحيده الإخلاص له، و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، و من قرنه فقد ثناه، و من ثناه فقد جزاه، و من جزأه فقد جهله، و من جهله فقد أشار إليه، و من أشار إليه فقد حده، و من حده فقد عده، و من قال (فيم؟) فقد ضمنه، و من قال (علام؟) فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم. مع كل شي‏ء لا بمقارنة، و غير كل شي‏ء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحد إذ لا سكن يستأنس به، و لا يستوحش لفقده. أنشأ الخلق إنشاء، و ابتدأه ابتداء، بلا روية أجالها، و لا تجربة استفادها، و لا حركة أحدثها، و لا همامة نفس اضطرب فيها، أحال الأشياء لأوقاتها، و لأم بين‏مختلفاتها، و غرز غرائزها، و ألزمها أشباحها، عالما بها قبل ابتدائها، محيطا بحدودها و انتهائها، عارفا بقرائنها و أحنائها)

نهج البلاغة الخطبة الاولي

ويقول عليه السلام فى خطبته المعروفة بخطبة التوحيد


( ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقتهُ أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لا باضطراب آلةٍ ، مقدّر لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لم لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله ، بتشعيره المشاعر عرف ألاّ مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عرف ألا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف ألاّ قرين له .

ضاد النور بالظلمة ، والوضوح بالبهيمة ، والجمود بالبلل ، والحرور بالصرد ، مؤلّف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين متدانياتها ، لا يُشمل بحد ، ولا يحسب بعد ، وإنّما تحد الأدوات أنفسها ، وتشير الآلات إلى نظائرها ، منعتها ( منذ ) القدمية ، وحمتها ( قد ) الأزلية ، وجنبتها ( لولا ) التكملة ، بها تجلى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون ، لا يجري عليه السكون والحركة .

وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ ويعود فيه ما هو أبداه ؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه ، لو كان له وراء لوجد له إمام ، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان ، وإذاً لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه ، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره ، الذي لا يحول ولا يزول ، ولا يجوز عليه الافوال ، لم يلد فيكون مولوداً ، ولم يولد فيكون محدوداً ، جل عن اتخاذ الأبناء ، وطهر عن ملامسة النساء .

لا تناله الأوهام فتقدره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ، ولا تدركه الحواس فتحسّه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسّه ، لا يتغير بحال ، ولا يتبدل بالأحوال ، لا تبليه الليالي والأيّام ، ولا يغيّره الضياء والظلام ، ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية والأبعاض .

ولا يقال له حد ولا نهاية ، ولا انقطاع ولا غاية ، ولا أنّ الأشياء تحويه فتقلّه أو تهويه ، أو أنّ شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ، ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج ، يخبر بلا لسان ولهوات ، ويسمع بلا خروق وأدوات ، يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفظ ، ويريد ولا يضمر ، يحب ويرضى من غير رقة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة .

يقول لما أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت يقرع ، ولا نداء يسمع ، وإنّما كلامه فعل منه أنشأه ومثله ، لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً ، لا يقال كان بعد أن لم يكن ، فتجرى عليه الصفات المحدثات ، ولا يكون بينها وبينه فصل ولا عليها فضل ، فيستوي الصانع والمصنوع ، ويتكافأ المبتدئ والبديع .

خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره ، ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه ، وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار ، وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم ، وحصنها من الأود والاعوجاج ، ومنعها من التهافت والانفراج ، أرسى أوتادها ، وضرب اسدادها ، واستفاض عيونها ، وخد أوديتها ، فلم يهن ما بناه ، ولا ضعف ما قواه .

هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته ، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته ، والعالي على كل شيء منها بجلاله وعزته ، لا يعجزه شيء منها يطلبه ، ولا يمتنع عليه فيغلبه ، ولا يفوته السريع منها فيسبقه ، ولا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه ، خضعت الأشياء له فذلّت مستكينة لعظمته ، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره ، فتمتنع من نفعه وضره ، ولا كفؤ له فيكافئه ، ولا نظير له فيساويه .

هو المفني لها بعد وجودها ، حتى يصير موجودها كمفقودها ، وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها ، بأعجب من إنشائها واختراعها ، وكيف ولو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها ، وما كان من مراحها وسائمها ، وأصناف أسناخها وأجناسها ، ومتبلدة أممها وأكياسها ، على أحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها ، ولا عرفت كيف السبيل إلى إيجادها ، ولتحيّرت عقولها في علم ذلك وتاهت ، وعجزت قواها وتناهت ، ورجعت خاسئة حسيرة ، عارفة بأنّها مقهورة ، مقرّة بالعجز عن إنشائها ، مذعنة بالضعف عن إفنائها .

وأنّه يعود سبحانه بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه ، كما كان قبل ابتدائها ، كذلك يكون بعد فنائها ، بلا وقت ولا مكان ، ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات ، وزالت السنون والساعات ، فلا شيء إلاّ الواحد القهّار ، الذي إليه مصير جميع الأُمور .

بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها ، وبغير امتناع منها كان فناؤها ، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها ، لم يتكاءده صنع شيء منها إذ صنعه ، ولم يؤده منها خلق ما برأه وخلقه ، ولم يكوّنها لتشديد سلطان ، ولا لخوف من زوال ونقصان ، ولا للاستعانة بها على مكاثر ، ولا للاحتراز بها من ضد مثاور ، ولا للازدياد بها في ملكه ، ولا لمكاثرة شريك في شركه ، ولا لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليها .

ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها ، لا لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ، ولا لراحة واصلة إليه ، ولا لثقل شيء منها عليه ، لا يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها ، لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه ، وأمسكها بأمره ، وأتقنها بقدرته ، ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها ، ولا استعانة بشيء منها عليها ، ولا لانصراف من حال وحشة إلى حال استئناس ، ولا من حال جهل وعمى إلى حال علم والتماس ، ولا من فقر وحاجة إلى غنى وكثرة ، ولا من ذل وضعة إلى عز وقدرة )


ان هذه الدرر العلوية تحتاج الى الاف الاف المجلدات لشرح معانيها التى تشير الى الحقائق الالهية التى اغفلها كثيرون وليس مبحثنا هو الشرح بقدر ما هو التذكير والتنبيه الى هذا الصراط المستقيم والتوجه اليه فهو يقودنا الى معرفة الحق سبحانه وتعالي والى حب الحق سبحانه وتعالى والتعلق به

ان قلائل من ادركو هذا النهر الخالد واخذو ينهلون منه وللاسف فان البشرية فى احوج الاوقات الى النهل من باب مدينة العلم المحمدية بعدما تقطعت بها الطرقات فى هذا العالم واصبح يسيطر عليها حب النفس والدنيا

واعجب من هؤلاء غير المسلمين الذين ادركو عظمة الامام علي عليه السلام وسمو الرسالة المحمدية صلى الله عليه وآله وسلم فماهو هذا السر الذي جعلهم يعشقون الاسلام ويعشقون الامام علي عليه السلام لهذه الدرجة!!

يقول بولس سلامة



لا تقل شيعة هواة علي ** ان كل منصف شيعياً
هو فخر التاريخ لا فخر شعبٍ **يصطفيه و يدعيه ولياَ
جلجل الحق في المسيحيّ حتّى **اصبح من فرط حبّه علويا
انا من يعشق البطولة** والالهام و العدل والخلق الرضيا
فاذا لم يكن عليُّ نبياً **فلقد كان خلقه نبويّا
انت ربُّ للعالمين الهي **فان لهم حنانك الابويّا
وانلني ثواب ما سطرت كفيّ **فهاج الدمع في مقلتيّا
سفر خير الانام من بعد طه** ما رأى الكون مثله آدميّا
يا سماء اشهدي و يا ارض قرّي **و اخشعي انّني ذكرت عليّا

فعلى الأطايب من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله فليبك الباكون

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في دعاء الندبة ( فعلى الأطايب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون وإياهم فليندب النادبون ولمثلهم فلتذرف الدموع وليصرخ الصارخون ويضج الضاجون ويعج العاجون أين الحسن أين الحسين أين أبناء الحسين صالح بعد صالح وصادق بعد صادق أين السبيل بعد السبيل أين الخيرة بعد الخيرة أين الشموس الطالعة أين الأقمار المنيرة أين الأنجم الزاهرة أين أعلام الدين وقواعد العلم أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية أين المعد لقطع دابر الظلمة أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن أين المتخير لإعادة الملة والشريعة أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده أين محيى معالم الدين وأهله أين قاصم شوكة المعتدين أيم هادم أبنية الشرك والنفاق أين مبيد أهل الفسق والعصيان والطغيان أين حاصد فروع الغي والشقاق أين طامس آثار الزيغ والأهواء أين قاطع حبائل الكذب والافتراء أين مبيد العتاة والمردة أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد أين معز الأولياء ومذل الأعداء أين جامع الكلمة على التقوى أين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء أين السبب المتصل بين الأرض والسماء أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى أين مؤلف شمل الصلاح والرضا أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء أين المنصور على من اعتدى عليه وافترى أين المضطر الذي يجاب إذا دعا أين صدر الخلائق ذو البر والتقوى أين ابن النبي المصطفى وابن علي المرتضى وابن خديجة الغراء وابن فاطمة الكبرى )

السلام علي حجة الله فى أرضه

_______________


لتحميل واستماع دعاء الندبة اضغط على هذا الرابط


http://shiavoice.com/save-18100.html

الجمعة، 13 يونيو 2008

فعلى الأطايب من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله فليبك الباكون

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في دعاء الندبة ( فعلى الأطايب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون وإياهم فليندب النادبون ولمثلهم فلتذرف الدموع وليصرخ الصارخون ويضج الضاجون ويعج العاجون أين الحسن أين الحسين أين أبناء الحسين صالح بعد صالح وصادق بعد صادق أين السبيل بعد السبيل أين الخيرة بعد الخيرة أين الشموس الطالعة أين الأقمار المنيرة أين الأنجم الزاهرة أين أعلام الدين وقواعد العلم أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية أين المعد لقطع دابر الظلمة أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن أين المتخير لإعادة الملة والشريعة أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده أين محيى معالم الدين وأهله أين قاصم شوكة المعتدين أيم هادم أبنية الشرك والنفاق أين مبيد أهل الفسق والعصيان والطغيان أين حاصد فروع الغي والشقاق أين طامس آثار الزيغ والأهواء أين قاطع حبائل الكذب والافتراء أين مبيد العتاة والمردة أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد أين معز الأولياء ومذل الأعداء أين جامع الكلمة على التقوى أين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء أين السبب المتصل بين الأرض والسماء أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى أين مؤلف شمل الصلاح والرضا أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء أين المنصور على من اعتدى عليه وافترى أين المضطر الذي يجاب إذا دعا أين صدر الخلائق ذو البر والتقوى أين ابن النبي المصطفى وابن علي المرتضى وابن خديجة الغراء وابن فاطمة الكبرى )

السلام علي حجة الله فى أرضه

-----------------
لتحميل واستماع دعاء الندبة اضغط على هذا الرابط


http://shiavoice.com/save-18100.html

.

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

كان فينا كأحدنا !


قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا . قال : اعفني ، قال : لتصفنّه قال : أما إذ لا بدّ من وصفه فكان و اللّه بعيد المدى شديد القوى ، يقول فصلا و يحكم عدلا ، يتفجّر العلم من جوانبه و تنطق الحكمه من نواحيه ، و يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنس بالليل و وحشته ، و كان غزير العبرة طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر و من الطعام ما خشن ، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه و ينبئنا إذا استنبأناه و نحن و اللّه مع تقريبه إيّانا و قربه منّا لا نكاد نكلّمه هيبة له ، يعظّم أهل الدين و يقرّب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله ، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدلته و غارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول : يا دنيا غرّي غيري ، ألي تعرضت أم أليّ تشوّقت ، هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير و خطرك حقير ، آه ، من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق )



( كان فينا كأحدنا )
هكذا وصفوك يا أبا الحسن، وصف سلس سمح، سماحة الرسالة الخاتمة لرسالات السماء.

واضح سهل، سهولة الرسالة المنقذة للبشرية.

يتميز الرجال عادة بنحوين من التمييز، ميزة يصنعونها لأنفسهم، ويصبون إليها ويعملون من أجلها ليكتسبوها. وميزة تصبغهم الظروف والأحداث والخطوب بها.

وإمامنا المفدى كان من النوع الثاني !!

فالعالم يجهد لكي يبز أقرانه بالعلم ليعلو نجمه! ولم لا؟ وفي طلب العلم والوصول إلى مراتبه العليا حث وتبريك وأجر وثواب إذا كان علما نافعا مفيدا!

وأمامنا المفدى كان خريج مدرسة النبوة الأول والحائز على أرفع شهادة علمية نبوية. هذه الشهادة التي لم تمنح لغيره من بني البشر، شهادة آلهية صادقة قلدها له سيد البشربقوله:

(أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها)

هذه الشهادة التي جعلت منه المرجع والمفزع لكل نازلة ومعضلة تستعصي على القيادة الحاكمة بعد الرسول حتى أشتهر قول الخليفة الثاني:

ما كنت لمعضلة ليس لها أبو الحسن

هذه الشهادة التي كان تطبيقها قول أمامنا المفدى:

(سلوني قبل أن تفقدوني، هذا صفط العلم، هذا ما علمنيه رسول الله..........)

نعم عبارة لم يقلها أحد غيره ممن تقدموه وممن تبعوه ومع ذلك فقد كان أمامنا المفدى في نظر أصحابه.

(كان فينا كأحدنا).

وأيضا القائد العسكري يقتحم الصعاب ويخوض أتون المعارك الضارية بجيشه ليعلو مجده وتبان بسالته ولكن القائد وهو الرمز لجنوده والراعي لفصيله عادة ما يقف في المؤخرة أوفي المكان الحصين الآمن لئلا يصيبه مكروه فينكسر جيشه نتيجة لذلك المكروه إن كبر وإن صغر. وإمامنا على العكس من كل قادة جيوش العالم بلا إستثناء، في المقدمة وبقية الجيش في المؤخرة فهو قائد المقدمة الفدائية والمكتوي بحدة وحديد الصوارم الهندية، وكما يحدثنا التاريخ الإسلامي فها هو يعطي الراية لإبنه محمد بن الحنفية في معركة الجمل قائلا له :

(إعر الله جمجمتك-والإعارة تعني الإسترداد بعد قليل ولا خوف من فقد الجمجمة-إحمل بني).

ويتردد الشبل أمام الأسد ويأتي النداء ثانية:

إحمل بني

فيجيب الشبل:

(ياأمير المؤمنين أما ترى السهام قادمة كشآبيب المطر)

وتأخد الوالد الرأفة والعاطفة مصحوبة بالغضب ويدفع في صدر الولد قائلا:

)أصابك عرق من أمك(

ثم يتقدم الأسد ويحمل الراية ويهزها ويهزها ثم يحمل ليحمل بعده الناس .

أي قائد هذا الذي يتقدم جيشه فيفديه بنفسه !!! نعم وألف نعم لك يا أبا لحسن. ولا وألف لا لغيرك.
وهكذا الإمام في عين أصحابه.

(كان فينا كأحدنا(

وفي واقعة صفين وقبل أن تلتحم الصفوف وتتطاير الرؤوس وقبل أن يسيل الدم الإسلامي مالئا وديان وسهول صفين، يبرز الأسد لوحده بين الصفين رافعا صوته،

يبرز البطل لينادي بين الصفين فيسمع نداءه العسكر:

(معاوية علام تقتتل هذه الجموع والخلائق ؟ معاوية علام تقتتل هذه الجموع والخلائق ؟ أخرج إلي أيهما قتل صاحبه فله الغلبة) !!

ويجيء النداء مكررا ومعادا ولا من مجيب !!!

وإذا كان المنطق الإسلامي والتحدي العقلاني لا يثير إبن هند(صاحبة راية)آكلة الأكباد فليتبعه نداء المنطق البدوي الثأري والذي يستفز العربي فيعاد النداء:

(معاوية أخرج إلي !! وهذا سيفي قتلت فيه أخاك وخالك وجدك !!)

ويتكرر النداء ولا من مجيب،

فيضحك الإمام ويبتسم لاعن تجبر أو عنجهية، ولاعن شماته وفخر، فليس من أخلاقه المحمدية الشماتة من أحد أو التعالي على مخلوق !!.

يبتسم الإمام لسخريات القدر وغدر الزمان الذي قرنه بأولاد الطلقاء ومواليد الخنى.

يا طغام أهل الشام، ويا من فيكم من نسميهم الصحابة الكرام وهم لا يستحقون حتى نعتهم بسراب الأوهام، تمر هذه المشاهد الحية أمام أعينكم ولا من ضمير يتحرك ولا من غيرة تثار.

إذا كنتم معذورين وقد طمس الإنحراف الذي تلى رحيل الرسول القائد الحقائق عن أعينكم فما عذر من درس التاريخ من أبناء الحاضر ممن وعوا الحقائق وقبلوا بالمنطق والعلم ؟ ما عذرهم عندما يمرون بكل تلكم الوقائع والحقائق ومع ذلك يترحمون ويعتبرون إبن هند داهية ولكل العصور؟؟

أصحيح إن كل ذلك يحدث ولا من وجدان يتحرك ؟ ولا من إنصاف يتململ؟

لنتابع مهازل القدر التي جمعت النور والظلمة والتبر والتراب !!

يلتفت داهية مأجوري السلطة وعبدة حكام الغدر والجور من كتاب هذا الزمان ليسأل مستشاره وربيبه عمرو بن العاص إبن النابغة(صاحبة راية)عن رأيه فيما عرض عليه أبو الحسن فيجيبه إبن النابغة(الصحابي الكريم في نظر أخوتنا من أهل السنة)كريم الحسب والنسب إبن النابغة!!!

(لقد أنصفك الرجل فليس له أحد غيرك)

فيجيبه الداهية الجبان:

(ما غششتني مذ نصحتني إلا في هذا الموقف وأنت تعرف من هو..إلا أن تخرج له أنت(
فخرج إمتثالا لسيده وربيبه ليعبر عن حسبه الكريم!! وأصله العظيم!! رافعا رجليه وكاشفا عورته.

أهكذا الكرم والسيادة يا كتاب العصر؟!! وهكذا الشجاعة والشهامة يا كتاب العصر!!

إستحى الإمام من هذه المناظر المقززة والمواقف المقرفة ليدير بوجه الكريم قائلا له:

)إذهب أنت عتيق عورتك(

فلنتأمل ونتأمل ثم نتأمل ومهما تأملنا في هذه الشخصية الأعجوبة وفي النهاية سوف يخوننا التأمل بلا شك!!...

فماذا تحدثنا كتب التاريخ والسيرة عمن وصفه أصحابه بعبارة:

(كان فينا كأحدنا)

كان مجمعا لكل المتناقضات.

فها هو مجندل الأبطال ومفرق الأحزاب وبإشارة من أستاذه ومعمله ومربيه الرسول الكريم وفي معركة أحد وبعد أن إنكسر الجيش الإسلامي فأنهزم الصحابة الكرام ينادي الرسول :

يا علي إكفني شر هؤلاء

ويشد(من كان فينا كأحدنا)على الكتيبة فيجلوها عن رسول الله ويجيء النداء مكررا:

يا علي إكفني شر هؤلاء

ويشد(من كان فينا كأحدنا)على الكتيبة فيجلوها عن رسول الله ويفعل ذلك مرارا ومرارا ليجلو سبعة كتائب من بني عبد الدار عن الرسول الكريم فيسمع النداء الإلهي:

(لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار)

ويخاطب الأمين جبرائيل الرسول:

(هكذا المواساة يا رسول الله)

فيجيب الرسول:

(أنه مني وأنا منه).

وماذا تقول عنه دراسات وتحليلات علماء الإجتماع ؟

يقول الدكتور علي الوردي في كتاب وعاظ السلاطين:

ومما يثير التأمل ويستوقف الدارس للتاريخ، بأن يقع الشك في هذه الشخصية بأنها هي الله عز وجل ولا يقع ذلك في الرسول الكريم مربيه ومعلمه.

وبلغ من تقديرالإمام الشافعي للإمام علي مبلغا جعل مكايديه يتندرون عليه بالشعرالآتي:

كفى بالفخر مولانا عليا.........وقوع الشك فيه أنه الله
ومات الشافعي وليس يدري...... علي ربه أم ربه الله

وكيف كانت هذه الشخصية في نظر أصحابه؟

(كان فينا كأحدنا)

أصحيح يا سيدي يا أبا الحسن والحسين (أنهم بدلا من يختلفوا إليك إختلفوا فيك)؟

هكذا يخاطبه سلمان كتاني الكاتب المسيحي اللبناني في كتابه(الأمام علي نبراس ومتراس).

وهكذا الإمام في نظر أصحابه:

(كان فينا كأحدنا)!!!!! فتأمل !!!!!

اعلموا أني فاطمة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد نبيك الخاتم السراج المنير وآله الطاهرين


تقول السيدة الزهراء سلام الله عليها فى خطبتها الشهيرة
( أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد أقول عوداً وبدءاً، ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا لقد جاءكم رسول من أنفُسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.)


وعجبا لكلمتها ( اعلمو ا أنى فاطمة ) يا الله يالها من كلمه تهز اركان النفس البشرية لمعرفة هذه الحوراء الانسية التى قال عنها المصطفى صلى الله عليه وآله ( فاطمة روحي التي بين جنبي من آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله ) كنز العمال
فهى روح محمد المصطفي يا له من مقام نحن زاهلون عنه لم نتفكر فيه ؟ لم نسمع كلامها صلوات الله عليها ( ايها الناس اعلموا انى فاطمة ) يا ليت الناس تنقاد اليكي سيدتى لتأخذى بأيدهم الى الانوار آه لو يعرفوكي !


يقول الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام ( نحن حجج الله على الخلق وأمنا فاطمة حجة الله علينا ) فهي حجة الله على حججه فاي مقام هذا للزهراء عليها السلام

( ايها الناس اعلموا أني فاطمة ) اعلموا ايها الناس وانتبهوا اليها وحاولو ان تعرفوها

يقول الشاعر فى مدح الزهراء ومن منا نحن العميان يستطيع ان يمدح الشمس
,
,
,


نسب المسيح بنى لمريم سيرة ***بقيت على طول المدى ذكراها
والمجد يشرق من ثلاث مطالع***في مهد فاطمة فما أعلاها
هي بنت من ؟ هي زوج من ؟ هي أم من ؟ ***من ذا يداني في الفخار أباها
هي ومضة من نور عين المصطفى ***هادي الشعوب إذا تروم هداها
هو رحمة للعالمين وكعبة الــآ ***مال في الدنيا وفي أخراها
من أيقظ الفطر النيام بروحه ***وكأنه بعد البلى أحياها
وأعاد تاريخ الحياة جديدة ***مثل العرائس في جديد حلاها
ولزوج فاطمة بسورة هل أتى ***تاج يفوق الشمس عند ضحاها
أسد بحصن الله يرمى المشكلات *** بصقيل يمحو سطور دجاها
إيوانه كوخ وكنز ثرائه ***سيف غدا بيمينه تيّاها
في روض فاطمة نما غصنان لم ***ينجبهما في النيرات سواها
فأمير قافلة الجهاد وقطب دائرة الوئام والاتحاد ابناها
حسن الذي صان الجماعة بعدما ***أمسى تفرقها يحل عراها
ترك الخلافة ثم أصبح في الديار أمام ألفتها وحسن علاها
وحسين في الأحرار والأبرار ما أزكى شمائله وما أنداها
فتعلموا ري اليقين من الحسيـن إذا الحوادث أظلمت بدجاها
وتعلموا حرية الإيمان من صبر الحسين وقد أجاب نداها
الأمهات يلدن للشمس الضياء وللجواهر حسنها وصفاها
ما سيرة الأبناء إلا الأمهات فهم إذا بلغوا الرقى صداها
هي أسوة للأمهات وقدوة ***يترسم القمر المنير خطاها
لما شكا المحتاج خلف رحابها ***رقت لتلك النفي في شكواها
جادت لتنقذه برهن خمارها ***يا سحب أبن نداك من جدواها
نور تهاب النار قدس جلاله ***ومنى الكواكب أن تنال ضياها
جعلت من الصبر الجميل غذاءها ***ورأت رضا الزوج الكريم رضاها
فمها يردد أي ربك بينما ***يدها تدير على الشعير رحاها
بلت وسادتها لالئ دمعها ***من طول خشيتها ومن تقواها
جبريل نحو العرش يرفع دمعها ***كالطل يروي في الجنان رباها
لولا وقوفي عند أمر المصطفى ***وحدود شرعته ونحن فداها
لمضيت للتطواف حول ضريحها ***وغمرت بالقبلات طيب ثراها



السلام علي سيدة نساء العالمين